كتب- محمد مصطفى:

''هاني رمزي، عبد الستار صبري، أحمد حسن، أحمد حسام ميدو، زيدان، حسام غالي، عمرو زكي، محمد صلاح، النني، حجازي''.. لعل تلك الأسماء هي الأبرز في عالم احتراف اللاعبين المصريين في أوروبا، ولذا قبل أن تحكم على تجربة ميدو في عالم الاحتراف عليك أن تقارن بينه وبين كل الأسماء الأخرى، الذي قرر عدد منهم الاعتزال وآخرهم أحمد حسام ميدو، الذي قرر اعتزال الكرة، بعد تخلي نادي بارنسلي، آخر محطة احترافية له، عنه مطلع العام الجاري.

رحلة احتراف مبكرة:

ميدو بدأ لاعبًا صغيرًا في سن 16 عامًا أو أقل قليلاً مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك ليبدأ رحلة انطلاق بعد لعبه مبارتين فقط ليطير إلى نادي جنت بالدوري البلجيكي ليسجل 11 هدفا في الدوري، ليساعد فريقه للتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي ويحصل على جائزة أفضل لاعب صاعد في بلجيكا، ويستدعيه الراحل محمود الجوهري ليفاجئ به الجمهور المصري وخاصة في مباراة المغرب بتصفيات كأس العالم والتي تألق فيها ميدو بشدة.

انطلاقة أياكس:

براعة ميدو جذبت أنظار الفرق الأوروبية إليه وتلقى عروضًا كان أبرزها اندرلخت البلجيكي وأياكس أمستردام الهولندي ليختار اللعب تحت قيادة ''كومان'' وقتها بأياكس لمدة 3 مواسم، وسجل معه 23 هدفًا في 46 مباراة ويحصل على الدوري والكاس والسوبر الهولندي.

الدوري الأسباني:

وينتقل ليكمل رحلة إبداعه بنادي سلتا فيغو الأسباني 6 أشهر، ليحرز هدف الفوز بمرمي ريال سوسيداد لينتهي اللقاء 3/2 ليحتل سلتا فيجو المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.

أغلى لاعب عربي:

انتقل بعد ذلك ميدو إلى مرسيليا الفرنسي، بـ13 مليون يورو ليصبح أغلى لاعب عربي في ذلك الوقت وأغلى لاعب في تاربخ مصر، ليبدع ويشكل أفضل ثنائي مع النجم الإيفواري ديديه دروجبا، ويسجل 9 أهداف في الدوري و4 في الكاس ويحرز هدف بمرمى ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، قبل أن ينتقل إلى نادي روما الإيطالي ليصبح ثاني لاعب مصري يلعب بإيطاليا بعد حازم إمام، الذي لعب لأودينيزي، ولكن لم يكن دائم الحضور داخل المستطيل الأخضر.

ميدو يفتح الباب للاعبين المصريين بإنجلترا:

انتقل ميدو على سبيل الإعارة لنادي توتنهام الإنجليزي على سبيل الإعارة لمدة موسم ونصف، ليشهد أفضل أيام ميدو مع كرة القدم ويسجل 14 هدفًا مع الاسبيرز ليساعد فريقه الصعود للعب بالدورى الاوروبى، واشترط مارتن يول، مدرب توتنهام وقتها، شراء ميدو من روما لكى يجدد تعاقده مع توتنهام، لينتقل بشكل نهائي، ليفتح الباب للاعبين المصريين  للعب بالدوري الانجليزي وكان الأبرز: حسام غالي مع توتنهام، وأحمد فتحي مع شيفيلد يونايتد، وعمرو زكي بنادي ويجان.

هتافات معادية والاتحاد الانجليزي ينصفه:

في مباراة توتنهام ونيوكاسل تعرض ميدو لهتافات عنصرية من جماهير نادي نيوكاسل، ليرد عليهم ميدو بإحراز هدف ويتوجه للجمهور ليشير إليهم بإصبعه للسكوت عن ذلك، وسانده الاتحاد الانجليزي في موقفه وأصدر عقوبات على نادي نيوكاسل.

انخفاض مستواه:

انتقل ميدو بعد انخفاض مستواه خلال الفترة الاخيرة مع توتنهام وأصبح أسيرًا لدكة البدلاء أمام لاعبين مثل: ''ديفو، وبرباتوف، وكين''، لينتقل إلى ميدلزيره عام 2007 ويسجل 7 أهداف منهم واحدًا في مرمي ليفربول، ثم إلى نادي ويجان مع مطلع عام 2009 ليلعب بجوار عمرو زكي، وأحرز ميدو مع الفريق هدفان أحدهما أمام ليفربول، والثاني أمام المدفعجية الأرسنال، قبل أن يصبح أسيرً مرة أخرى لدكة البدلاء ويعود لمصر للعب لنادي الزمالك، قبل أن يطير مرة أخرى للعب لويستهام، ثم العودة لأياكس بعد أن خفض وزنه لأكثر من 15 كليو جرام، إلا أن مدربه المحبوب مارتن يول ترك الفريق وجاء بدلاً منه ''فرانك دي بور'' النجم الهولندي الذي لم يعط الفرصة لميدو فقرر العودة لنادي الزمالك

التجربة الأخيرة:

تجربة ميدو الأخيرة كانت مع نادي بارنسلي والذي لم يحقق فيها ميدو أية نجاحات، حيث ينافس الفريق في دوري الدرجة الأولى، قبل أن يقرر الفريق الاستغناء عنه

أعلن ميدو في 21 يونيو 2012 عن انتقاله إلى نادي بارنسلي الذي ينافس في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، قبل أن يعلن النادي الإنجليزي الاستغناء عنه مطلع العام الحالي، ليتوقف ميدو عن لعب الكرة خلال الخمسة أشهر الأخيرة حتى أعلن اعتزاله اللعب.

المنتخب:

تكمن نقطة ضعف ميدو في تاريخه مع المنتخب المصري الذي لم يكن مليئًا بالنجاحات حيث سجل ميدو 13 هدفا في 50 مباراة دولية مع المنتخب المصري، لا يذكر منهم المصريين أهدافًا مؤثره، باستثناء هدفه في مرمى السنغال بتصفيات كأس العالم 2002، وهدفه في مرمي ليبيا بافتتاح كأس الأمم الأفريقية عام 2006 بمصر، وشارك ميدو بـ3 كؤوس أفريقية الأولى أمم أفريقيا 2002 وخرج فيها المنتخب المصري من دور الـ8 أمام الكاميرون بنتيجة 1/0، والثانية 2004 بتونس وودعها المنتخب من الدور الأول، والثالثة بمصر 2006 والتي كانت بداية نهاية ميدو مع المنتخب المصري حيث كانت الواقعة الأشهر حينما حدثت مشادة بينه وبين المدير الفني حسن شحاتة في مباراة قبل النهائي أمام السنغال اعتراضًا على تغييره، إلا أن يزوغ نجم كميدو في أوروبا كان له مفعول السحر في إعجاب المصريين به.

الإعلامي ميدو:

استغلت القنوات الفضائية نجومية وشعبية ميدو وبدأت في تقديم العروض له لتقديم البرامج التليفزيونية الرياضية، وبالفعل بدأ ميدو في عرض برنامجه ''العالمي'' والذي يستعرض فيه آخر الأخبار الرياضية العالمية ويلتقي فيه مع نجوم عالميين ومصريين يلعبون بأوروبا.